حكايات أوروبا #8 | معجزة ستيوا أمام برشلونة !

"كان الناس يخبروننا أنه ليس لدينا فرصة، لكننا لم نكن خائفين على الإطلاق، لأننا شكلنا فريقًا يتمتع بشخصية حقيقية".

- ستيفان يوفان' قائد فريق ستيوا بوخارست في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986 .

حكاية اليوم حدثت في نهاية حقبة الثمانينات القرن الماضي وبالتحديد موسم 1986، كانت المشاركة في البطولة يقتصر علي الأندية البطلة في دورياتها المحلية وبطل الكأس الأوروبي في النسخة السابقة، حيث شارك 31 نادي في هذه البطولة ولم يكن هناك أي ناد إنجليزي في هذة النسخة بسبب كارثة ملعب هايسل التي حدثت في النسخة الماضية !

الطريق الي النهائي

# مشوار فريق ستيوا بوخارست إلى النهائي لم يكن شاقًا حيث تجاوز في الدور الأول فريق فايله الدنماركي، حيث تعادل معه في الدنمارك 1-1 قبل أن يفوز في رومانيا برباعية مقابل هدف، ليصعد لدور الـ16 ويقابل فريق هونفيد المجري حيث هُزم في المجر بهدف نظيف قبل أن يعود في رومانيا ليفوز برباعية أخري ويصعد لربع النهائي، ليقابل فريق كوسيسى الفنلندي، وأنتهت مباراة الذهاب في رومانيا بالتعادل السلبي 0-0 قبل أن يفوز الفريق الروماني بهدف نظيف في فنلندا، ليصعد للمربع الذهبي ويقابل فريق أندرلخت البلجيكي الذي تفوق في مباراة الذهاب بهدف نظيف قبل أن يفوز فريق ستيوا بثلاثية نظيفة ليصل الي المباراة النهائية !

"من المؤسف ألا تأخذ الكأس بعد بلوغ النهائي، مع العلم أن هذه الفرصة قد لا تأتي مرة أخرى".

المدرب 'ييني' مدرب فريق ستيوا بوخارست في نهائي دوري أبطال أوروبا 1986 .

# وعلى النقيض عانى فريق برشلونة حتى يصل إلى المباراة النهائية، البداية كانت بتجاوز فريق سبارتا براغ التشيكي بأفضلية التسجيل خارج الأرض بعدما تعادلا في مجموع المباراتين 2-2، وتكرر السيناريو ذاته في دور الـ16 أمام نادي بورتو البرتغالي، حيث فاز برشلونة 2-0 في كتالونيا قبل أن يُهزم في البرتغالي 3-1 ليصعد بأفضلية التسجيل خارج الأرض مرة أخري، ليقابل بطل النسخة الماضية اليوفي بقيادة الأسطورة الفرنسية بلاتيني، ويحقق برشلونة الفوز في كتالونيا بهدف نظيف قبل أن يتعادل أيجابياً 1-1 في أيطاليا ليصعد للمربع الذهبي ويقابل بطل السويد نادي غوتبورغ، في مبارة الذهاب خسر برشلونة خارج أرضه بثلاثة أهداف مقابل لا شيء, لكن في الإياب, قلب الطاولة في الكامب نو, وفاز عليه كذلك بثلاثة أهداف مقابل لا شيء, بعد هاتريك من المهاجم الإسباني ألونسو، ليفوز الفريق الكتالوني في ضربات الجزاء ليصل للمباراة النهائية !

المباراة النهائية

أقيمت المباراة النهائية يوم 7 مايو 1986 في ملعب إشبيلية "رامون سانشيز بيزخوان" في إقليم أندلسيا، الجماهير الإسبانيه تستعد للأحتفال بأول لقب كأس أوروبا لبرشلونة فالكثير يرون الأمر شبه محسوم للفريق الكتالوني الكبير حيث إستطاع أن يتجاوز البطل السابق يوفنتوس ويحقق ريمونتادا تاريخية أمام غوتبورغ، والمؤشرات تدل أن الفريق الروماني سوف يعود لبلاده بهزيمة ثقيلة .

بدأت المباراة الحماسية بسيطرة كبيرة للفريق الكتالوني حيث سيطر على زمام المباراة مبكرًا وظل الدفاع الروماني يتفادي الهجمات الواحدة تلو الأخرى حتى خرج بالشوط الأول بشباك نظيفة، في شوط المباراة الثاني تبادل الهجمات مع برشلونة لكن أيًا منهم لم يستطع التسجيل، لتذهب المباراة إلى الأشواط الإضافية، ثم إستطاع أن يصمد بوخارست لمدة 30 دقيقة زمن الاشواط الاضافية ليحقق هدفه وهو الوصول إلى ركلات الترجيح, ليصبح هذا النهائي الأول في تاريخ البطولة الذي ينتهي بدون أهداف !

حارس برشلونة أوروتي تمكن من التصدي لاول ركلتين، ولكن لاعبي الفريق الكتالوني فشلوا في التسجيل أيضاً، وسجل ماريوس لاكتوس الركلة الثالثة بركلة صاروخية، ثم تصدي الحارس الروماني هيلموت دوكادام لركلة بيتشي ألونسو ليعلن عن التقدم الاول في اللقاء بعد 120 دقيقة و6 ضربات جزاء، بعدها سجل جابي بالينت الركلة الرابعة قبل أن يتصدي الحارس الروماني للركلة الرابعة !

ليعلن الحكم عن نهاية المبارة بفوز ستيوا بوخارست باللقب، ليصبح أول نادي روماني وأول نادي من أوروبا الشرقية يحقق بطولة كأس أوروبا، ليحقق المعجزة الذي تكلم عن الجمهور والمحللين في كل أنحاء العالم !

يحكي اللاعب "فيكتور بيورتشو" مهاجم ستيوا بوخارست كنت مع ستيوا في بطولة في إسبانيا، واشتريت لابني البالغ من العمر سنة واحدة طقم صغير لفريقي المفضل برشلونة، لم أكن أتوقع أنني بعد ذلك بسنتين سوف اهزمهم في المباراة النهائية، تلك الليلة كانت اعجازية، ويكفي قول قائد الفريق يوفان عنها "مثل الحلم، كانت شئ لا يمكن أن تصفه بالكلمات" لكن فقط في عالم الساحرة المستديرة يمكن للأحلام أن تتحول إلى حقيقة.